تعتبر الشخصية الإدمانية من الصفات الشائعة التي يعاني الكثيرون منها، وتتميز هذه الصفة بالتمسك الشديد بما يثير شغف الفرد سواء كان ذلك من خلال التدخين، الشرب، تعاطي المخدرات، القمار، الأكل المفرط أو حتى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
تعتبر الشخصية الإدمانية من الصفات المجهولة التي تظهر في سن المراهقة، وتتفاقم مع الوقت في حال عدم علاجها. وتتميز هذه الشخصية بعدة صفات من أهمها:
- التمسك الشديد بالشيء المدمن : فالشخصية الإدمانية تتميز بالتمسك الشديد بالشيء الذي يثير شغفه دون أي تفكير في آثاره السلبية، و يصبح هذا الأمر جزء من شخصيته و لا يمكنه التخلي عنه.
- الإفراط في استخدام الشيء المدمن : يتميز الشخص الإدماني بالإفراط في استخدام الشيء المدمن، حتى لو كان ذلك يعرض حياته للخطر.
- القصور في ممارسة الأنشطة الأخرى : يعاني الشخص الإدماني من قصور في ممارسة الأنشطة الأخرى نظراً لتمسكه الشديد بالشيء المدمن، و عدم تركيزه على شيء آخر.
- العصبية و الاضطرابات النفسية : قد يعاني الشخص الإدماني من العصبية و الاضطرابات النفسية الناتجة عن عدم تحقيق ما يريده ، و أيضاً بسبب تأثير الشيء المدمن على جسمه و عقله.
- الانغماس الشديد في الشيء المدمن عليه : يتميز الشخص الإدماني بالانغماس الشديد في الشيء المدمن حتى يتمكن من تحقيق إشباعه الشخصي ، و لكن في الوقت ذاته يتميز بالتجاهل تماماً للعواقب السلبية التي قد تنجم عن ذلك.
- العزلة و الانعزالية : قد يعاني الشخص الإدماني من العزلة و الانعزالية ، حيث يتمركز حول الشيء المدمن و لا يرغب في مزاولة الأنشطة الاجتماعية أو التواصل مع الآخرين.
- الارتباط الشديد بالمجموعات المدمنة : يتميز الشخص الإدماني بالارتباط الشديد بالمجموعات المدمنة ، حتى لو كان ذلك يزيد من خطر الإدمان .
تعد الشخصية الإدمانية واحدة من أكثر السمات شيوعاً بين الناس ، ويعود إرتباط هذا النوع من الأفراد بالإدمان بشكل خاص لعدة أسباب . سمات هذه الشخصية تتضمن العديد من الخصائص المتداخلة ، وتشمل عدة جوانب من النواحي البدنية و النفسية و الإجتماعية . ويضاف إلى ذلك وجود مشكلة في السيطرة على التصرفات القهرية في حدود قدراتهم الذاتية .
تتواجد الشخصية الإدمانية في جميع المجتمعات والثقافات ، ويتسبب في وجودها عدة عوامل تُسهم في ظهورها. وعلى سبيل المثال لا الحصر ، قد تكون تلك العوامل وراثية أو بيئية ، وقد تنشأ أعراض الشخصية الإدمانية بسبب تجارب سلبية سابقة وحتى أسلوب الحياة و التربية تلعب دوراً لا يُستهان به . إن الشخصيات الإدمانية تعاني دائماً من إنعدام الراحة النفسية ، وتشعر بالإحباط والضيق النفسي في شتى مواقف الحياة مهما اختلفت حدة تلك المواقف و كارثيتها . علاوة على ذلك، فإنهم (المدمنين) يعانون من انفعالات متقلبة وصعوبة التأقلم مع تغيرات الحياة التي تعتبر عادية بالنسبة للإنسان العادي ولكنها تتفاقم في عقل المتعاطي إلى مواقف مصيرية . و على الرغم من التشابه الواضح في وجود هذه السمات بين الناس ، فإن الشخصية ذات السمات الإدمانية قد تختلف من شخص إلى آخر ، ويتوقف ذلك على عدد من العوامل الفردية . بعض الأشخاص يصبحون مدمنين للمخدرات أو الكحول و ربما يعانون من الإدمان على العلاقات الإجتماعية ، إلا أن البعض يكتسبون أنواع مختلفة من الإدمان ، كالتسوق المفرط أو الأكل بشكل زائد .
بشكل عام ، تعد الشخصية الإدمانية سمة صعبة العلاج ويحتاج الشخص الذي يعاني منها إلى نظام دعم نفسي متكامل . ففي عدم وجود المعالجة النفسية الصحيحة تتفاقم مشكلة الإدمان و تحول دون نموه الشخصي وتحد من حياته العامة والخاصة . لذا يجب على الأفراد الذين يعانون من الشخصية الإدمانية البحث عن الدعم النفسي والعلاج المناسب لتخطي العقبات التي تقف في طريقهم والتي تسبب وجودهم العالق في هذا الوضع المُحبط .